السبت، يونيو 10، 2006

الزرقاوي من الطيش إلى العنف


انتقل الأردني أحمد فاضل الخلايلة المعروف بأبو مصعب الزرقاوي الذي تصفه والدته بأنه «حنون» لكنه «ارهابي خطير» بالنسبة لباقي العالم من الطيش في صباه الى التطرف بتأثير من إمام سلفي ليصبح اسمه مرادفا لأعنف الاعتداءات. وكان الزرقاوي ظهر للمرة الأولى على شريط فيديو على شبكة الانترنت في 26 ابريل الماضي متوعدا بإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة. وقال حينذاك «والله لنهزمن اميركا في العراق ولنخرجنها من ارض الرافدين مهزومة ذليلة حقيرة».
واحتفل الزرقاوي في اكتوبر الماضي بعيد ميلاده التاسع والثلاثين بينما حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في اعتقاله وحمّلته مسؤولية سلسلة الهجمات التي تقع في العراق وتستهدف مدنيين وعسكريين خصوصا من الأميركيين. واتخذ فضيل نزال الخلايلة عام 1991 اسم ابو مصعب الزرقاوي لدى انضمامه الى مجموعة «التوحيد والهجرة والموحدين» السلفية المتطرفة.
وبعد انغماسه في عالم الانحراف والطيش مدة من الزمن، جذبته مبادئ مؤسس المجموعة ابو محمد المقدسي الذي التقاه في باكستان حيث عمل في الصحافة بين 1988 و1992.لكن الزرقاوي لم يلتق مؤسس شبكة القاعدة اسامة بن لادن حتى العام ألفين. والزرقاوي رابع اشقائه ولديه سبع شقيقات وقد ولد في عائلة فقيرة تنتمي الى عشيرة بني حسن، اكبر عشائر الأردن.
وكان والده الذي توفي عام 1994 شخصا محترما في الزرقاء (28 كلم شمال) في حين توفيت والدته في 29 فبراير 2004. ورغم وصفها اياه بأنه «حنون» و«عاطفي» اقرت ام صايل بأن ابنها لم يكن يتّسم بالليونة. ولم ينل الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والمسؤول عن قطع رؤوس عشرات الاشخاص فضلا عن عمليات القتل شهادة الثانوية.
وعندما كان في السابعة عشرة، رسم وشما يمثل مرساة للسفن على كتفه بسبب تعلقه بالبحر الا انه احرق كتفه لإزالة الوشم فور اهتمامه بعلوم الدين، وفقا لما قاله باسل ابو صبحة طبيب سجن الجفر (جنوب) لوكالة «فرانس برس»، حيث كان يمضي الزرقاوي عقوبة السجن حتى مايو 1999 عندما استفاد من العفو العام.
وأضاف الطبيب ان الزرقاوي الذي حكم عليه بالسجن 15 سنة في 1994 كان «شخصا في غاية الخطورة وكان السجناء يخافونه فقد كان يفرض على مجموعته النظام من نظرة واحدة». وتابع انه ابلغ احد الموقوفين في يوم من الأيام انه بحاجة الى منظار طبي الأمر الذي يحتم نقله الى المستشفى لكن الموقوف اجاب: «يجب ان اطلب السماح من الأمير ابو مصعب». ورغم ذلك، فإن «الوفاء» يبقى احدى خصال الزرقاوي.
وقال الطبيب «كان يحمل السجين صالح الجهادين بيديه ويقوم بغسله» لأن الأخير فقد ساقيه خلال انفجار قنبلة وضعها في احدى صالات السينما. وتابع انه ليلة اطلاق سراحه في مايو 1999 في إطار عفو عام ، توجه ابو مصعب الى الزرقاء لزيارة عائلته لكنه عاد في ساعة مبكرة في اليوم التالي الى سجن الجفر الذي يبعد خمس ساعات بالسيارة، ليزور السجناء الذين لم يطلق سراحهم.

ليست هناك تعليقات: