الأحد، سبتمبر 10، 2006

ضابط «موساد» سابق عمل في العراق يكشف «أسرار العلاقة» بين إسرائيل ومصطفى بارزاني!


موسكو-
من سلام مسافر: كشف ضابط سابق في «الموساد» الاسرائيلي لصحيفة روسية، عن انه عمل في العراق لمدة عام خلال حكم الرئيس السابق احمد حسن البكر, وابلغ اليعازر تسافرير مراسلة « فريميه نوفوستيه» المستعربة يلينا تسبونينا، ان «الموساد» انتدبته للعمل مع الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني عام 1974، وانه كان يتحرك بحرية في مناطق حاج عمران شمال العراق، وان مقره الدائم كان في بلدة ديانا الكردية.
وحسب تسافرير الذي تقاعد من «الموساد» برتبة جنرال، فان قلة قليلة من القيادات الكردية كانت تعرف هويته وطبيعة مهمته, وقال: « لم يكن احد يعرف طبيعة مهمتي وجنسيتي غير الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني ومجموعة محدودة من معاونية» واضاف: « لم اعرف على اني اسرائيلي او يهودي، بل عرفوني على اني رجل اعمال من بلد اوربي وكنت بالطبع احمل جواز سفر ذلك البلد», واعلن ان الحركة الكردية بقيادة بارزاني « بادرت للاتصال باسرائيل منذ الستينات باعتبار انهم مضطهدون مثلما تعرضنا نحن اليهود للاضطهاد وبالتالي فان الدولة اليهودية تتفهم مطالبهم», واضاف: «طلبوا منا في البداية محطة اذاعة لبث البرامج باللغة الكردية، ثم سألونا عن اسلحة خفيفة, فقمنا بتزويدهم بذخائر ومعدات عسكرية من بينها مدافع وقاذفات سوفياتية الصنع كان الجيش الاسرائيلي غنمها من الحروب مع الدول العربية».
ويقول انه في العام 1973، «غنمنا اسلحة كثيرة فقمنا عام 1975 باهدائها الى الاكراد لمقاومة الجيش العراقي الذي كثف في تلك الفترة هجماته على البشمركة الكردية», يذكر ان اسرائيل اقامت في كردستان العراق مستوصفا يعمل فيه اطباء اسرائيليون.ويشير تسافير في حديثه الى «فريميه نوفوستيه» الذي نشر امس، الى ان «الموساد» كان ينسق نشاطه في شمال العراق مع الاجهزة الايرانية ومع الاستخبارات المركزية الاميركية, ويقول: «قدمت الاستخبارات المركزية الاميركية منذ عقود سابقة دعما كبيرا للحركة الكردية في كردستان قبل ان يجري زعماء الاكراد اتصالات مع اسرائيل».
وحسب تسافرير فان السلطات السوفياتية في حقبة ستالين «تعاملت بخشونة مع الملا مصطفى البارازاني الذي اقام في الاراضي السوفياتية مدة تزيد على العشر سنوات منذ اواخر الاربعينات وحتى العام 1958». ويقول «الا انه بعد وصول نيكيتا خروتشوف الى السلطة في الكرملين عام 1953 تغير التعامل، حيث حرص خروتشوف على اقامة علاقة شخصية مع البارزاني وبالتالي فقد تغير تعامل اجهزة الاستخبارات السوفياتية مع الزعيم الكردي» ويضيف: « لكن حين نشب القتال بين الاكراد وحكومة عبد الكريم قاسم التي اسقطت النظام الملكي في العراق، وقفت موسكو الى جانب حكومة بغداد المركزية وارسلت مبعوثين الى الملا مصطفى تطالبه بوقف القتال والتفاهم مع حكومة قاسم، فرفض بارزاني في شكل قاطع الاستسلام لبغداد».ويذكر تسافرير ان ضباطا في «الموساد» ومن الجيش الاسرائيلي، كانوا يتوافدون على كردستان « بصورة منتظمة للتشاور مع القيادة الكردية ولفحص وصيانة الاسلحة ومحطة البث الاذاعي وفي الوقت نفسه مراقبة الاوضاع في المنطقة».
ويروي كيف ان اتفاقية الجزائر عام 1975 بين شاه ايران وصدام حسين « سددت ضربة قوية للحركة الكردية في شمال العراق», ويقول: «بعد ساعات من توقيع الاتفاقية التي منح بموجبها صدام ايران نصف شط العرب، امر الشاه بسحب المدافع ومضادات الجو من المناطق الكردية في شمال العراق، وبذلك سمح للجيش العراقي بشن هجوم كاسح على معاقل المقاتلين الاكراد», ويضيف: «كنت حينها الى جانب مصطفى بارزاني في طهران التي استقبلته قبل اقل من اسبوع بالترحاب، فاسرعنا بالخروج وقمت باغلاق وكر الموساد في ديانا وامرت بخروج جميع عناصرنا من تلك المنطقة».
ويشير الى ان مهمته بعد الخروج من العراق عام 1975، كانت في ايران حيث ترأس وكر «الموساد» في طهران, ويقول: «بدا واضحا عام 1979 ان نظام الشاه يتهاوى على يد انصار الخميني ولم يكن بوسع الموساد ولا الاستخبارات الاميركية فعل شيء لانقاذ نظام الشاه الذي خرجت الملايين بفتوى من الخميني فاسقطته».
ويضيف: «بعد الانقلاب تمكنا بمساعدة رئيس الوزراء انذاك مهدي بازاركان من الخروج على متن طائرة اميركية خاصة من طهران, وكانت مهمتي اجلاء 1300 اسرائيلي كانوا يعملون في ايران من خارج موظفي السفارة الاسرائيلية».
وحسب تسافرير فان الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان، بعث عبر وزير داخليته رسالة شفوية الى شاه ايران، ينوه فيها بان باريس ستغمض عيونها « في حال تعرض الخميني الى حادث مؤسف», ويقول: «لكن رضا بهلوي لم يجرؤ على اغتيال الخميني في باريس فتمكن اخيرا من اسقاط نظام الشاه عبر انقلاب شعبي عارم».
ويكشف ضابط «الموساد» عن اتصالاته مع تاجر الاسلحة المليونير عدنان خاشقجي الذي رتب مع الملحق العسكري الاسرائيلي السابق لدى ايران ياكوف نمرودي صفقة «ايران - كونترا» التي اشتهرت باسم فضيحة «ايران - غيت»، ويقول ان حكومة اية الله الخميني طلبت من اسرائيل التوسط لدى الولايات المتحدة لشراء اسلحة بعد ما دخلت الحرب مع العراق مرحلة حرجة, ويضيف: «وافقت واشنطن على الصفقة مقابل اطلاق الرهينة الاميركي وليم باكلي في لبنان ووافقت اسرائيل مقابل معرفة مصير طيارها رون اراد، الذي اسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986».
وحسب تسافرير فان الصفقة تعثرت لان «الفصيل الموالي لايران في لبنان لم يف بوعده واعدم باكلي ولم يسلم جثة الطيارالاسرائيلي او يكشف عن مصيره».
ويعتقد ضابط «الموساد» السابق ان مشروع انبوب نقل النفط العراقي الى ميناء حيفا «قابل للحياة بعد ان تستقر الاوضاع في العراق», ويقول: «كان من مهماتنا في كردستان دراسة احياء مثل هذه المشاريع عندما تسنح الفرص المناسبة».

ليست هناك تعليقات: