


عباس سرحان
يمكن القول أن الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل قد تصرف بحكمة عندما خطب في الجماهير اللبنانية المؤيدة له ليلة وفاة ابنه الوزير بيير إثر تعرضه لحادث اغتيال بشع، عندما طلب منهم عدم التصرف بشكل غريزي، وعدم الانتقام، وأن يذهب الجميع للصلاة على روح الفقيد. نعم لقد تصرف بحكمة تسجل له لكنه لم يتصرفها عام 1982 بعد اغتيال أخيه بشير الجميل حيث ترك العصابات المسلحة من أنصاره وحلفائه تقتل وتنهب باللبنانيين والفلسطينيين الأبرياء بعد أن اتهموهم زورا بقتل أخيه الرئيس السابق.
مجزرة صبرا وشاتيلا التي قادتها القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وغير المأسوف عليه إيلي حبيقة أدت إلى استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني ولبناني ومنهم مسيحيون تحت مبرر أن الفلسطينيين هم الذين قتلوا بشير الجميل، والذي تبين لاحقا أن لا علاقة للفلسطينيين بمقتله.أمين الجميل في لقائه المتلفز مع القناة اللبنانية إل بي سي في 22 تشرين ثاني أي بعد مقتل ابنه وفلذة كبده بيوم واحد قال إنه لا يملك دليلا على من قتل بيير لكنه يتهم سوريا بمقتل أخيه بشير وسيطالب أن يضم ملف اغتياله إلى المحكمة الدولية!!!لا أحد يعترض على قرار الرئيس السابق أمين الجميل أن يطالب بمحاكمة قتلة أخيه، وسندعمه بهذا رغم أننا لسنا من أنصار أخيه صديق إسرائيل وحليفه وقائد اتفاق 17 أيار الخياني، لكنا نتساءل ونسأل السيد أمين الجميل:ماذا عن شهداء صبرا وشاتيلا الذين قتلوا بأوامر من حلفائك اليوم في 14 آذار الذين قتلتموهم بدم بشير؟؟إن كنتم تريدون محاكمة قتلة الرئيس الراحل بشير الجميل فلماذا لا تحاكمون من قتل أكثر من 3 ألاف شهيد بدون ذنب؟
ألم تسمع يا سعادة أمين الجميل أمهات الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء وبعضهم كان مسيحيا أيها المسيحي المقدس، عندما كانوا يصرخون ويستنجدون بك؟ألم تشاهد جثثهم عبر شاشات التلفزيون؟
بلى لقد شاهدت كل ذلك لكنك كنت شابا يافعا كلك حماس وفتوة ، لم تكترث لقتل أبنائنا وأطفالنا وشيوخنا، لم تكترث لهم، وأراهنك أنك كنت تسكر في تلك الليلة على أصوات الضحايا.انتخبت بعد ذلك رئيسا وكان باستطاعتك أن تلاحق القتلة فلم تفعلها، وها أنت اليوم تجلس مع مرتكبيها في خندق واحد.مات بيير، لا يا سيادة الرئيس لم نشمت بموته، بل نقدم لك التعازي بوفاته، فقد علمت أنت اليوم بعد تلك الفاجعة، كم هو مؤلم موت الابن .....اليوم أحسستَ تماما بما أحس به شهداء صبرا وشاتيلا الذين لم يصدر عنك حتى اليوم بيانا رسميا بإدانة القتلة وضرورة ملاحقتهم.نعرف أنك تقف مذهولا اليوم ونشعر معك فقد عشنا تلك الحادثة قبلك، فهل سيعيد دم الراحل الوزير بيير الصحوة لضميرك لتطالب بمحاكمة قتلة بشير وقتلة 3 آلاف فلسطيني ولبناني كنتم شهودا على مقتلهم وتحالفتم حينها مع قاتلهم ونعتقد ربما كنتَ على علم بما سيحدث وأعطيت موافتك عليه.
سيادة الرئيس :
لأنك اليوم تشعر بما شعر بها آلاف الفلسطينيين واللبنانيين في 16 و 17 و18 أيلول 1982 لهذا تصرفت بحكمة، عرفت الان أن القتل والدمار لن تأتي بنتيجة.أليس غريبا سيادة الرئيس أمين الجميل أنك عندما تحدثت عن شهداء لبنان لم تذكر سوى شهداء عائلة الجميل ونسيت شهداء لبنان الأبطال الذي حموا لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، هؤلاء من يطالب بدمهم، من يحاكم قتلتهم؟.
يهمكم أن تحاكموا قتلة بشير الجميل الذي مات منذ أكثر من 23 سنة ولم تطالبوا بمحاكمة إسرائيل التي قتلت الآلاف في لبنان ودمرت بيوتكم وهدمت جسوركم ومنشآتكم؟
سيادة الرئيس السابق أمين الجميل:
كما كنت حكيما عندما طالبت محبيك ومؤيديك بعدم التصرف بهمجية بعد اغتيال ابنك ندعو الله أن يغفر له ويرحمه، وكما كنت وفيا لأخيك عندما طالبت بمحاكمة قتلته، فنحن ندعوك أن تكون صادقا وتطالب بمحاكمة مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا الذي قتلوا من قبل حلفائك وأنصارك وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع الذي يجلس معك اليوم في حلف واحد.
سيادة الرئيس نتمنى أن يصحو ضميرك، وترتفع إلى مستوى المسؤولية، فقد برأت أبرياء صبرا وشاتيلا من دم أخيك فلماذا لا تطالب بإعادة الاعتبار لهم؟ألم يعلمك المسيح المحبة؟ ألم يعلمك الاعتراف بالذنب؟ فهل يدفعك مقتل ابنك إلى أن تخطو خطوة تسجل لك في التاريخ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق