الأربعاء، أغسطس 05، 2009

حاخامات أمريكا أبطال فضيحة فساد


حين ألقت السلطات الأميركية في مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض في نهاية يوليو الماضي على عدد من الحاخامات الأميركيين في (نيو جيرسي) بتهمة الاتجار بأعضاء بشرية وغسيل عشرات الملايين من الدولارات وارتكاب مخالفات أخرى لم تستطع إسرائيل اتهام السلطات الأميركية بمعاداة «اليهود» ولم تخف وجود ارتباط لعدد من الإسرائيليين والحاخاميين في إسرائيل بهذه العصابة في الولايات المتحدة.



ومن المفاجآت المثيرة التى تكشفت خلال التحقيقات وجود علاقة وثيقة وتجارية ودينية بين الحاخام (عوفاديا يوسف) الزعيم الأعلى لحركة (شاس) الخاصة باليهود الشرقيين المتدينين وبين الحاخام (الياهو بن حاييم) والحاخام (ادموند ناحوم) اللذين كانا من بين المعتقلين المدانين في فضيحة (نيو جيرسي) التي جمعت (44) شخصية أميركية ويهودية أميركية وإسرائيلية في عصابة للاتجار بالأعضاء البشرية وغسيل الأموال.. فالحاخام (بن حاييم) و(ناحوم) كانا يقودان حملة لجمع التبرعات وبعض الأرباح لعوفاديا يوسف في إسرائيل بل إن (سولومون ديويل) اليهودي الأميركي الذي أفشى أسرار الحاخامين لشرطة نيو جيرسي كشف عن العلاقة بحركة (شاس) والحاخام (ديفيد يوسف) ابن الحاخام (عوفاديا).



واهتمت وسائل الاعلام العالمية على مدار الأيام الماضية بفضيحة الكشف عن أكبر مافيا رشى وفساد وغسيل أموال وبيع أعضاء بشرية، في الولايات المتحدة الأمريكية، تورط فيها حاخامات ورؤساء بلديات، حيث اعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية 44 شخصاً بينهم خمسة حاخامات يهود و3 رؤساء بلديات، وذلك بعد متابعة استمرت لأشهر.



وكشفت التحقيقات الاولى في الجريمة حقائق من النوع الثقيل: رجال دين يهود يمتهنون الفساد وتجارة الاعضاء، بتسهيل من السلطات المحلية في نيوجرسي ونيويورك، وسياسيون يعرضون انفسهم للبيع في خدمة مافيات محلية، واعتقالات ضخمة شملت رؤساء بلديات وإداريين على مستويات عالية متورطين في الرشاوى وغسل الاموال، الامر الذي يكشف بوضوح كامل دور المؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية اليهودية في تعميم "ثقافة الفساد".



وكان على رأس الحاخامات الحاخام الياهو بن حاييم زعيم منظمة “أهل يعقوب” بنيوجيرسي، والحاخام ناحوم ادمون ناحوم من كنيس ديل بنيوجيرسي، والحاخام ساؤول كسين من تجمع صهيونيي بروكلين بولاية نيويورك والحاخام شافيس آشيم وشقيقه الحاخام لافيل شوارترز.



وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف. بي. آي) عبر عميل زرع وسط العصابة، أن رئيس حاخامات احدى الطوائف اليهودية بولاية نيوجيرسي ونيويورك الحاخام ليفي اسحق روزبناوم من بروكلين، أشرف على عمليات بيع أعضاء بشرية، وغسيل أموال، وتهرب من الضرائب، حيث دأب على ممارسة بيع كلى أشخاص يتم احضارهم من “إسرائيل” مقابل 160 ألف دولار للكلية الواحدة، نصيب المتبرع منها 10 آلاف دولار.



وكشفت التحريات أن هذه العمليات مستمرة منذ عشر سنوات، حيث كان يتم احضار المتبرع إلى امريكا على اساس أنه قريب من الدرجة الثالثة للمريض المستقبل للكلية.وقد حاول اللوبي اليهودي الدفاع عن هؤلاء بالتعمية على الفضيحة على أساس انها كانت تتم بدافع انساني بعد ان فشل في ممارسة سياسة التعتيم الاعلامي المضادة المعتادة من قبل اللوبي “الاسرائيلي”، وهي السياسة التي فشلت بسبب حجم الفضيحة والمتورطين فيها وعدد الاتهامات التي طالت متنفذين ومسؤولين بولاية نيوجيرسي حيث القت السلطات القبض على 44 شخصا وجهت اليهم 29 تهمة رشوة و15 تهمة غسيل أموال.



وقد تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف.بي.آي” بالتعاون مع شاهد هو سليمان دويك “36 سنة” ويعمل كمقاول للعقارات من الايقاع بالمتهمين عن طريق الاتفاق معهم.وقد بدأت القضية بعد اتهامات وجهت لرجل من الطائفة اليهودية السورية في قضية احتيال مصرفي على أحد البنوك، نتج عنها قيامه بالموافقة على مساعدة السلطات كعميل لمتابعة وكشف الشبكة، وهو الأمر الذي تم بعد أشهر طويلة من المتابعة والمراقبة، حيث أوصلت الخيوط السلطات للكشف عن أكبر شبكة غسيل أموال وبيع أعضاء بشرية في ولايتي نيوجيرسي ونيويورك. وسجلت 130 قضية فساد ورشوة على مسؤولين محليين في هذه الولاية منذ العام 2001. وقد أغار رجال ال “اف.بي.آي” ووكالة الضرائب الأمريكية على ثلاث مدن، أمس، وألقوا في الوقت نفسه القبض على المتهمين ال ،44 وبينهم عمدة إحدى المدن وأعضاء مجالس محلية.



وكشفت السلطات مبدئياً عن تورط الحاخامات بالأدلة في الكثير من عمليات غسيل الأموال وبيع الأعضاء، حيث كانت منظماتهم الدينية والخيرية محطة لغسيل تلك الأموال التي كان معظمها أموالاً سائلة، وجانب من تلك الأدلة الى جانب التسجيلات شملت إثبات اتهامات بغسيل ملايين الدولارات عبر الحاخامات.



وكشفت وثائق عرضت لدى محكمة في نيويورك أن بن حاييم كان يتقاضى نسبة 10 في المائة مكافأة له عن عمليات تبييض الأموال. وأشارت الى أن أطرافاً “اسرائيلية” متورطة في هذه العملية القذرة، حيث كان جزء من الأموال يحوّل الى “اسرائيل” باعتباره هبات وتبرعات لجمعيات خيرية في الكيان، وكشفت القوائم المالية أن هيئات دينية يهودية في “إسرائيل” طرف مباشر وأصيل في الجريمة، حيث كان تحول شيكات لا تزيد على 160 ألف دولار كتبرعات، تودع في صناديق معاهد دينية يهودية “بيشيفاه” وكنس وجمعيات خيرية.



كذلك كشف النقاب عن أن حلقة الحاخامات تحولت عملياً إلى بنك كبير ينفذ عمليات غسيل الأموال، وان هؤلاء الحاخامات كانوا يستفيدون عملياً من حقيقة أن الكنس والمعاهد والمنظمات اليهودية “تحظى بموجب القانون الأمريكي بإعفاءات ضريبية وحرية نسبية في العمل بعيداً عن أعين الشرطة الفيدرالية “إف.بي.آي””.



وأكد محققو “إف.بي.اي” أن الملياردير اليهودي الأمريكي برنارد لويس مايدوف الذي أدين باختلاس 65 مليار دولار بالاحتيال على الزبائن وبينهم بنوك، وحكم عليه بالسجن 138 سنة، ضالع في قضية شبكة الحاخامات، وأن “إسرائيليين” يقيمون في الكيان ضالعون في جرائم الشبكة الدولية الواسعة الانتشار.



وأعلن عمدة مدينة نيو جيرسي، دينيس إلويل، الذي كان واحدا من بين المقبوض عليهم استقالته من منصبه لاحقا.



وما زالت التحقيقات الجارية تتكشف عن حقائق جديدة.

ليست هناك تعليقات: