
اعلن مسؤول عراقي كبير بعد يوم من التصريحات المتضاربة والتسريبات المتلاحقة، ان حكم الاعدام بحق الرئيس المخلوع صدام حسين سيتم تنفيذه قبل الساعة السادسة من صباح السبت بعدما تم اعداد كافة الترتيبات القانونية والامنية اللازمة.
ونقلت وكالة انباء الاسوشييتد برس عن المسؤول العراقي قوله ان صدام سيعدم قبل السادسة صباحا بتوقيت بغداد بعدما تم الانتهاء من اعداد "بطاقته الحمراء".
كما قال سامي العسكري الحليف السياسي المقرب من حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي لوكالة انباء رويترز ان الاخير أصدر الامر بالفعل بعد موافقة الرئيس العراقي ووزير العدل.
وقال مسؤول اخر ان التوقيت تم الاتفاق عليه بعد اجتماع بين المسؤولين العراقيين والاميركيين.
وبعد يوم من تضارب التصريحات بشأن الاجراءات القانونية بعدما أكدت محكمة التمييز هذا الاسبوع ادانة صدام بارتكاب جرائم ضد الانسانية فيما يتعلق بمقتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل عام 1981، قال مسؤول كبير في مجلس الوزراء ان "من المحتمل أن ينفذ حكم الاعدام الليلة".
وقال هذا المسؤول لرويترز انه "تغيرت الامور في الساعات الثلاث الاخيرة. كانت هناك مسائل... وحلت الان ولذلك يبدو ان من الممكن ان يشنق الليلة".
لكنه اشار الى ان بدء عيد الاضحى يثير احتمال تأخير تنفيذ الحكم الى ما بعد عطلة العيد التي تستمر اسبوعا. واضاف ان الامر "ليس مؤكدا".
ويمنع قانون العقوبات الذي كان ساريا في عهد صدام حسين تنفيذ أحكام الاعدام خلال العطلات مما يشير الى امكانية تعليق تنفيذ الحكم حتى انتهاء عطلة عيد الاضحى في السادس من يناير كانون الثاني
وكانت الاسوشييتد برس نقلت عن منير حداد القاضي في محكمة التمييز قوله ان "صدام سيعدم اليوم او غدا..كل الاجراءات تم اتخاذها". واضاف "انا جاهز للحضور ولا يوجد سبب للتأجيل".
ومن جهتها، نسبت قناة تلفزيون الحرة العراقية الى مصادر عراقية قولها ان صدام اما سيتم اعدامه خلال ساعات يوم الجمعة او ان الاعدام سيؤجل الى ما بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى.
وقال نجيب النعيمي، أحد محامي الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم الجمعة انه يعتقد ان صدام سيعدم يوم السبت.
تضارب تصريحات
وكانت التصريحات قد تضاربت الجمعة بشأن تسليم الجيش الاميركي لصدام حسين الى السلطات العراقية.
فقد اعلن توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مساء الجمعة ان الرئيس العراقي المخلوع مازال محتجزا لدى القوات الاميركية. وقال "ما أفهمه انه لم يحدث تغيير في حالته."
وكان خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام اعلن مساء الجمعة ان المسؤولين الاميركيين سلموه الى السلطات العراقية. واضاف "ابلغونا ان الرئيس لم يعد تحت سلطة القوات الامريكية وطلبوا منا عدم الذهاب الى بغداد".
وأكد بهاء الأعرجي، رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي، أن الحكومة العراقية تسلمت صدام حسين لتنفيذ حكم الإعدام به وأشار إلى أنه تم نزع كل ملابسه الشخصية وأنه لبس البذلة البرتقالية المخصصة لإعدامه.
ووقع رئيس الوزراء نوري المالكي على تنفيذ حكم الاعدام بصدام، وفق ما نقلته الاسوشييتد برس عن مسؤول حكومي.
ونفى المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان تكون السلطات تسلمت صدام. ولم يتضح سبب هذا التناقض في التصريحات. وقال هذا المسؤول "اتفقنا مع الاميركيين على ان يتم التسليم قبل دقائق فقط من اعدامه".
وقال مسؤول بارز من وزارة العدل في وقت سابق الجمعة تلميحات امسؤول أميركي بارز بأن صدام قد يعدم السبت. وصرح بأن الاعدام لن ينفذ قبل يوم 26 أو 30 كانون الثاني/يناير. لكن وزراء قالوا ان هناك اراء متضاربة داخل الحكومة بشأن توقيت الاعدام وما اذا كان يتطلب توقيع الرئيس العراقي.
وكان مساعد للمالكي ابلغ وكالة انباء رويترز الجمعة ان الحكومة مازالت تناقش الاجراءات وانه لم يتقرر شيء بشأن الموعد. وقال ان الحكومة مازالت منقسمة بشأن ما اذا كان يلزم صدور مرسوم رئاسي قبل تنفيذ الاعدام.
وقال مصدر في الادعاء الذي يقضي قانون العقوبات بضرورة تمثيله حلال تنفيذ الحكم ان لا علم له بأي خطط وشيكة لتنفيذ الحكم.
وقال المالكي في أول تعليق له على الامر الجمعة انه لا رجعة عن الحكم الذي صدر الشهر الماضي ولا تأخير في تنفيذه. وأكد مساعد له صحة فحوى التصريحات التي بثها التلفزيون وقال انه أدلى بها أمام أقارب ضحايا لقمع صدام.
ونقل النبأ العاجل الذي بثه التلفزيون عن المالكي قوله ان الذين يعارضون الاعدام شنقا يهينون الذين عانوا وأضاف ان لا أحد يملك تغيير الحكم. وأكد العديد من المسؤولين ذلك هذا الاسبوع قائلين انه على عكس جرائم اخرى عقوبتها الاعدام لا يمكن اصدار عفو عن المدانين في جرائم ضد الانسانية.
استعدادات اخيرة
هذا، وقد التقى صدام اثنين من اخوته غير الاشقاء وحملهم رسائل الى عائلته، في ما بدا تجهيزا لنفسه قبيل تنفيذ حكم الاعدام.
وقال محام لصدام ان اللقاء النادر مع أخويه من أمه سبعاوي ووطبان ابراهيم حسن التكريتي المحتجزين لدى القوات الأميركية عُقد تلبية لطلب الزعيم العراقي السابق وتم داخل زنزانته التي تخضع لحراسة مُشددة في سجن ببغداد.
وقال بديع عارف ان صدام كان في حالة معنوية مرتفعة وأحس بأن "شيئا يحدث فيما يتصل بالحكم" حينما أخذ منه حراس السجن مذياعا صغيرا أُعطي له منذ بضعة أشهر.
وقال عارف "انه قابل سبعاوي ووطبان وأعطاهما رسائل الى عائلته (...) من الواضح انه لا يعرف تفاصيل ما يحدث حوله ويستعد لتقديم حياته شهيدا لبلاده".
وقال عارف ان مصادر السجن الذين أبلغوا باللقاء العائلي قالوا ان صدام علم بحكم محكمة التمييز تأكيد حكم الاعدام فيه عن جرائم بحق الانسانية خلال حكمه الذي استمر 24 عاما.
وقال المحامي خلال زيارة لدبي "روحه المعنوية مرتفعة ومن الواضح انه يجهز نفسه". وأضاف قوله "قال لهم انه سعيد انه سيلقى حتفه على أيدي أعدائه ويصبح شهيدا لا مجرد ان يقاسي عناء السجن".
وقال عارف انه لا يدري هل قابل الزعيم السابق الاخ الثالث غير الشقيق برزان التكريتي الذي حُكم عليه بالإعدام أيضا أم لا. واضاف ان المعلومات التي لديه تفيد ان صدام مازال في حبس القوات الاميركية ولم يتم تسليمه الى السلطات العراقية.
وقال خليل الدليمي الذي قاد فريق الدفاع عن صدام حتى صدور الحكم في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ان الاميركيين اتصلوا به وطلبوا منه جمع المتعلقات الشخصية الخاصة بصدام.
اجراءات مشددة
وفي سياق متصل، اعلن العميد عبد الكريم خلف مدير مركز قيادة الشرطة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية الجمعة ان قوات الامن العراقية ستفرض اجراءات امنية مشددة مع تنفيذ حكم الاعدام بصدام.
وقال خلف "هناك اجراءات امنية تتناسب مع هذا الحدث من خلال انزال قوات امنية تضمن عدم تعرض شعبنا لاي اعتداء".
وحول موعد هذه العملية الامنية، قال ان "موعد تنفيذ الاعدام يتعلق باجراءات قانونية خاصة بوزارة العدل"، موضحا ان الاجراءات ستتخذ "عندما يردنا اشعار من الحكومة العراقية". وتابع ان "اجراءات امنية ستتخذ في عدد من المحافظات فقط".
وحول احتمال فرض حظر للتجول، قال خلف انها "مسألة تبقى عند تقديرات القائد العام للقوات المسلحة" رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
معارضة دولية
وفي سياق رفض العديد من الأطراف الدولية تنفيذ حكم الإعدام أعلن المقرر الخاص باستقلالية القضاء في الأمم المتحدة ليوناردو ديسبوي معارضته لهذا الحكم. وقال إن القرار الصادر عن المحكمة العراقية العليا "لا يبدو أنه خال من ثغرات شابت المحاكمة نفسها".
وفي روما اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أن إعدام صدام لن يقدم خدمة لسلام العراق "إذا نظر له من الوجهة السياسية". وأعتبر أن "إعدام صدام يزيد من مخاطر الآثار السلبية على استقرار البلاد".
ودان مستشار البابا للشؤون القضائية الكاردينال ريناتو مارتيون الحكم بإعدام صدام، مؤكدا أنه يتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
واكدت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي الجمعة معارضتها لاعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي قد ينفذ قريبا.
وقال وزير الخارجية اركي توميويا خلال مؤتمر صحافي في هلسنكي ان "الاتحاد الاوروبي يرفض عقوبة الاعدام التي يجب الا تطبق في هذه الحالة ايضا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق