السبت، ديسمبر 30، 2006

عشيرة صدام تقرر دفنه بالرمادي بدل العوجة


قررت عشيرة صدام حسين التي تسلمت جثمانه في تكريت دفنه في الرمادي بدلا من مسقط رأسه في العوجة، فيما بثت "الجزيرة" مشاهد جديدة لاعدامه سمع خلالها يردد الشهادتين وسط هتاف الشرطيين حوله باسم الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.
وقالت وكالة انباء رويترز ان العشيرة اصدرت بيانا تقول فيه انها وبعد ان تسلمت وصية "الرئيس الشهيد" من محامين التقوه مؤخرا وطلب منهم دفنه اما في العوجة او في الرمادي، فقد قررت دفن الجثمان في الرمادي (110 كلم غرب بغداد).
وقال البيان ان دفن صدام في الرمادي بدلا من العوجة جاء لاسباب خاصة بالاسرة ونظرا للوضع الامني الراهن في العراق.
ونفذ حكم الاعدام شنقا في صدام فجر اول ايام عيد الاضحى السبت بعد 55 يوما من ادانته بقتل 148 قرويا شيعيا في بلدة الدجيل في ثمانينات القرن الماضي.
وكانت بشرى الخليل عضو فريق الدفاع عن صدام ذكرت ان جثمانه وصل على متن طائرة اميركية الى مسقط رأسه في تكريت مساء السبت حيث سلم الى عشيرته لدفنه.
وقال يحي العطاوي وهو رجل دين سني بارز في تكريت (180 كلم شمال بغداد) ان علي الندا شيخ عشيرة البوناصر التي ينتمي اليها صدام تسلم جثمانه.واضاف "جثمانه الان في العوجة وربما يدفن الليلة".
وقالت المحامية بشرى الخليل قالت ان رغد ابنة صدام التي تعيش في المنفى في الاردن تجري اتصالات مع العشيرة لاختيار مكان امن لدفنه اما في مقابر الاسرة في قرية العوجة قرب تكريت أو في الرمادي.
وقالت قناة العربية في وقت سابق السبت، ان وفدا من محافظة صلاح الدين يضم الشيخ الندا والمحافظ محمد القيسي، وصل مساء السبت الى بغداد لتسلم جثة صدام.
وكان محافظ صلاح الدين افاد إن العشيرة رفضت طلب الحكومة حضور الدفن في بغداد.
وقالت "العربية" انه تم الاتفاق بين العشيرة والحكومة على دفن صدام الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي في مقبرة العوجة قرب قبور ولديه عدي وقصي وحفيده مصطفى الذين قتلتهم القوات الاميركية في 2003.
واشارت القناة الى ان رغد الابنة الكبرى لصدام التي لجأت مع اختها رغد واطفالهما الى الاردن عام 2003، كانت طلبت من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التدخل لتسليم جثة والدها لدفنه في اليمن.
وكان مسؤولان عراقيان اكدا ان جثة صدام لن تغادر العراق وستدفن في مكان سري. وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي قوله ان "الجثة لن تغادر العراق ولا نستطيع في الوقت الحاضر تحديد مكان دفنه الا انه سيدفن". كما اعلن سامي العسكري الحليف السياسي للمالكي ان الجثمان سيدفن على الارجح في مكان سري في العراق ولن يسلم لابنته رغد التي طالبت بدفن والدها في اليمن.
واعلن نجيب النعيمي احد محامي صدام حسين قبلا ان جثمان صدام يمكن ان ينقل خارج العراق. وقال ان تحديد مكان دفنه يعود الى عائلته. واضاف "نطالب بتسليمنا جثامينهم (صدام مع اخيه غير الشقيق برزان التكريتي و عواد البندر) لننقلها الى خارج بغداد وخارج العراق". واكد ان التكريتي والبندر سيعدمان قريبا موضحا انهما لم يعدما فجر السبت "لاسباب تقنية".
الشهادتان والصدر
في هذه الاثناء، بثت قناة "الجزيرة" شريط فيديو يظهر مشاهد جديدة لاعدام صدام سمع خلالها يردد الشهادتين وسط هتاف الشرطيين الملثمين حوله باسم الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ورجل الدين الشيعي محمد باقر الصدر الذي اعدمه الرئيس المخلوع عام 1980.
وكان مسؤول عراقي شاهد الاعدام قال معلقا عليه "كان الامر سريعا جدا. مات على الفور."
وقال إن وجه الرئيس السابق كان مكشوفا وانه ظهر هادئا وردد دعاء قصيرا في حين كان شرطيون عراقيون يقودونه الى المشنقة ويحكمون الحبل حول رقبته.
ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش بتنفيذ الحكم بأنه "حدث مهم" على طريق العراق الى الديمقراطية. وبثت محطات التلفزيون الرسمية النبأ بعد قليل من الساعة السادسة صباحا في حين كانت تكبيرات صلاة عيد الاضحى تتردد من المآذن وسط الظلام والبرد في بغداد.
وقال مسؤول كبير حضر تنفيذ الحكم ان صدام "بدا هادئا جدا. لم يهتز." وكان الرئيس السابق (69 عاما) مكبلا لكن وجهه كان مكشوفا وهو يتجه الى حبل الاعدام. وردد صدام الشهادتين ولم ينطق بشيء آخر بعدما اصطحبه شرطيون الى المشنقة.
ولم يذكر المسؤول اين نفذ الاعدام لكنه قال إن التنفيذ لم يحدث في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في وسط بغداد.
وقال مسؤول آخر إن الاعدام نفذ في منشأة يطلق عليها الاميركيون "معسكر العدالة" وهي قاعدة سابقة لقوات صدام الامنية مرهوبة الجانب وتستخدم الان لتنفيذ احكام الاعدام التي تصدرها المحاكم العراقية.
وقال مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي الذي حضر اعدام صدام "صعد بهدوء الى المنصة وكان قويا وشجاعا."
واضاف ان الرئيس المخلوع لم يحاول المقاومة ولم يطلب شيئا. وكان يحمل مصحفا بيده طلب ارساله الى شخص. وتابع ان "يديه كانتا موثقتين عندما شنق".
واوضح الربيعي ان الرئيس السابق وحده اعدم. اما المدانان الآخران اللذان كان يفترض ان يعدما، اخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق والرئيس السابق للمحكمة الثورية عواد البندر، فقد ارجئ تنفيذ الحكم فيهما.
دعوة للثأر
هذا، وقد دعا حزب البعث العراقيين على أن "يضربوا بلا رحمة" قوات الاحتلال الاميركي وايران للثأر لصدام حسين لكنه حذر من الانجرار الى حرب أهلية.
وقال الحزب في بيان على الانترنت "اليوم يومكم العظيم.. اضربوا بلا رحمة العدو المشترك في العراق وهو امريكا وايران." وأضاف "انسوا عناوينكم التنظيمية واتخذوا موقف الشرف الذي يليق بكم وهو الثأر لصدام حسين".
وحث بيان حزب البعث الذي حكم العراق لاكثر من 30 عاما حتى سقوط صدام والمحظور الان أنصاره على تفادي الحاق الاذى بأقرانهم العراقيين. وقال "ليكن ردكم المدمر هو تصعيد الجهاد ضد الاحتلال وضد ايران."
ومضى قائلا "ان ثأرنا من امريكا وايران هو في دحر الاحتلال وتحميله خسائر أكبر" مضيفا أن زعماء ايران واسرائيل والولايات المتحدة هم اول المبتهجين باعدام صدام.

ليست هناك تعليقات: