الخميس، مايو 18، 2006

الاغتيال الجماعي للشخصيَّة العَربيَّة


الدكتور عبد القادر حسين ياسين
صدر مؤخراً عن دار Cassell إحدى كبريات دور النشر البريطانية، الطبعة الخامسة من كتاب The Arab Mind (العقل العربي) للدكتور جون لافين. وكانت الطبعة الأولى قد صدرت في شهر نيسان (أبريل) عام 1974. ولا أغالي إذا قلت إن هذا الكتاب يُعتبر من أبرز المحاولات التي تقوم بها "المنظمة الصهيونية العالمية" لتشويه صورة الإنسان العربي، وذلك لاستناده إلى جهد كبير في عملية التوثيق وجمع المراجع اللازمة لمثل هذه الأبحاث.
والمؤلف، الدكتور جون لافين، غني عن التعريف. فهـو أحد أبرز كتاب الأعـمـدة في صحيفة Jewish Chronicle The ، الناطقة بلسان "الاتحاد الصهيوني البريطاني"، ومن كبار محرري Encyclopedia Judaica (دائرة المعارف اليهودية)، ويقدم نفسه، عادة، على أنه "أحد أبرز الخبراء البريطانيين بشـؤون الشـرق الأوسـط".
اصـدر جون لافين العـديـد من الكتب أهمها Middle East Journey (رحلـة شــرق أوسـطيـة) Feda’Yeen (الفـدائيــون) The Arab-Israeli Dilemma (المعضلة العربية – الإسرائيلية) وThe Dagger of Islam (خنجر الإسلام).
وقد سبق لي أن نشرت عرضاً ومراجعة للكتاب الأخير في مجلة Third World Review اللندنية. وللأسف الشديد، فإن ما كتبته قبل عشرة أعوام لم يُحرك أحداً من المسؤولين العرب لتقديم شكوى إلى هيئة عربية أو بريطانية، مع العلم أن السفارة الإسرائيلية في لندن و"الاتحاد الصهيوني- البريطاني" و"جمعية الصداقة البريطانية- الإسرائيلية" أرسلت جميعها خطابات شديدة اللهجة إلى المجلة تحتج فيها على نشر مقالة "لفلسطيني أعماه الحقـد… لا هدف له سوى تشويه سمعة أولئك الذين يتصدون ببسالة للدفاع عن إسرائيل وسياساتها في العالم الحر" [كذا !!!].
وقد تلقت هيئة تحرير المجلة ما يزيد على 100 رسالة من أفراد وهيئات يهودية وبريطانية يحتج فيها أصحابها على نشر المقالة. وذهب بعضهم إلى حدّ اتهام الصحيفة بأنها أصبحت "بوقـاً للـدعـايـة العربيـة"… وأنها "انضمت إلى أعـداء إسرائيل!!".
وقد بيـَّـنتَ آنذاك أن كتاب "خنجر الإسلام" هو من الكتب التي يتخذ مؤلفوها من "الموضوعية" ستاراً للتهجم على العرب والإسلام. كما أوضحت أنه على الرغم مما أطلق عليه المؤلف "التحرك الإسلامي المعاصر"، كأحد الأسباب التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب، إلا أن الهدف الرئيسي منه هو النيل من العالم العربي، ومن الدين الإسلامي على وجه التحديد.
فالمعروف أن أحد الرموز السلبية التي يمثل انتشارها في الأدب المعاصر أحد نجاحات "المنظمة الصهيونية العالمية" في مجال الرأي العام الغربي هو اعتبار الخنجر "اختراعاً عربياً" يشير إلى "تكريس العرب لأداة الغدر"، مقابل السيف الذي يمثـل الفروسية في القتال. ومن هنا يكتسب عنوان الكتاب "خنجر الإسلام" مغزاه في هذا السياق.
وفي مراجعـتهـا لكتاب "العـقـل العربي" التي نشرتها في مجلة The Middle East وصفت الدكتورة هيلاري بيركنز كتاب جون لافين بأنه "محاولة لتقديم صورة هي من قبيل الاغتيال الجماعي للشخصية العربية، ترافقها هجمات جانبية على أولئك [الباحثين والكتاب والمفكرين الغربيين] الذين لا يترددون في الإعلان عن دعمهم وتأييدهم للنضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة".
يستهل الدكتور جون لافين مقدمة الكتاب (التي وضعها خصيصاً للطبعة الخامسة) بخدعة تقليدية تستهدف تصديق القارئ له، وهي الزعم بأنه تعـلق بالعرب "وكل ما يمت إليهم بصلة" تعلقـاً رومانسياً منذ نعومة أظفاره.
ويخصص المؤلف العديد من الصفحات ليشرح لنا كيف نما حبه للعرب، وكيف شرع في استكمال دراسته للغة العربية. ولا يحتاج القارئ إلى بذل جهد خارق ليدرك أن ادعاء لافين إتقان اللغة العربية لم يعفه من التردي في عدد لا يسـتهان به من الأخطاء اللغوية.
ويقول لافين إن هذا الكتاب "يستهدف تحديد بعض الملامح النمطية الرئيسية" لما يُسميه بـ"العقل العربي"، مفترضاً وجود مثل هذه الملامح، حتى مع وجود التباين الإقليمي والبشري بين أجزاء العالم العربي المختلفة.
يبدأ المؤلف كتابه بفصل يستعرض فيه جملة من المقتطفات التي تنتمي إلى مصادر متباينة جداً، إلا أنها تلتقي في بؤرة مركزية واحدة هي العداء التاريخي والحضاري للأمة العربية، ذلك أن عصب هذه المقتطفات هو التهويل بـ"خطر عربي داهم".
وحتى عبارة الرئيس السوري الراحل شكري القوتـلي، التي يختتم بها الفصل والتي تشير إلى أن "حدودنا ليست حدودنا وإنما هي جراحـنا" إنما تـستثمر للتأكيد على وجود "نزعة توسعـية عربية" وليس على أساس أنها تعبر عن توق العرب إلى التخلص من الحدود الإقليمية المصطنعة التي أقامها البريطانيون والفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى (اتفاقية سايكس- بيكو).
ولا أغالي إذا قلت إن هذا الكتاب لا يستحق العرض لولا أنه يمثل، في رأيي المتواضع ، نموذجاً من الكتب التي تصدر في "العالم الحر" الآن وبأعداد كبيرة وتختار جمهورها من بين صفوف القراء العاديين، وذلك بهدف تكوين "رأي عام" لا ينظر إلى التطورات الجديدة التي تظهر في العالم العربي على أنها تشير إلى اتساع نطاق حركة تحرر المضطهدين (بفتح الهاء) ضد مضطهديهم، وإنما يحاول أن يثير في أذهان الغربيين من القراء محدودي الاطلاع النوع نفسه من المخاوف التي كانت أجهزة الاتصال الجماهيري الغربية (وبخاصة الأمريكية) تثيره تجاه "العرق الأصفر" و"خطره على الحضارة".
ويتناول الدكتور لافين تربية الطفل في العالم العربي فيوضح اختلاف المعاملة بين الأبناء والبنات منذ الولادة والرضاعة حتى يبدأ الابن في الانتماء إلى عالم الرجال، والبنت الانتماء إلى عالم النساء. ويشرح بعض تأثيرات ذلك على السلوك في المجتمع، وتوزيع أنماط السلطة والمسؤولية بين الأعضاء من الجنسين، و"تسلط الرجل على المرأة عملاً بأحكام القرآن"[كذا !!].
وفي فصل بعنوان "تأثيرات اللغة" يستعرض المؤلف "عيوب" اللغة العربية. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه وإن كانت بعض ملاحظاته صحيحة في جزئياتها، فإن النغمة العامة التي تتخلل التحليل مرفوضة لما فيها من تشكيك بقدرة اللغة العربية على التعبير الدقيق ومواجهة متطلبات العصر. ومهما قيل في هذا الخصوص، فمن غير الممكن إثبات أن شعباً معيناً قد تخلف لصعوبة لغته، أو لعدم خضوعها لقواعد المنطق، وإن شعباً آخر ( "كالشعب اليهودي"، كما يزعم في مكان آخر) قد تقدم لعكس هذه الأسباب.
يقول الدكتور لافين إن "للغة العربية سحرها وفتنتها بالنسبة لمن يـتـقـنها، وإن الناطقين بلغة الضاد يعتزون ويفتخرون بها بأكثر مما تفعل الشعوب الأخرى". ثم ينتقل بعد ذلك إلى تحليل بعض خصائص هذه اللغة، ومن ذلك "الخطابية" و"المبالغة" و"زيادة التأكيد" و"كثرة التكرار". ويزعم المؤلف أن العرب "كثيراً ما يستعيضون بالأقوال عن الأفعال، وكلما زاد حماسهم في الكلام تزايد إحساسهم بأن ما يريدونه على وشك أن يحدث… أو أنه قد حدث بالفعل".
ويتناول المؤلف بعد ذلك موضوع الأزمنة، والأفعال في اللغة العربية، وهو يرى أنها مرتبكة. ويعزو ذلك إلى "… عدم اعتماد العرب بعامل الوقت ودقته و احترامه". ويذهب لافين إلى حدّ القول إن اللغة العربية "لا تعرف الماضي والحاضر والمستقبل" [كذا !!] ويؤكد بأن اللغة "لن تفي بمتطلبات الحياة العصرية ما لم تتدارك هذا القصور الفاضح…".
ويتطرق المؤلف لموضوع الجنس عند العرب، فيرى أن "ثمة قدراً لا يسـتهان به من الكبت الجنسي" مقترناً ببعض صور التنفيس غير المباشر. كما يرى أن السلوك الجنسي للعرب "مزدوج ومختلط". ففي الوقت الذي يعتبر فيه مجرد التلميح للجنس في العلن، وبحضور الجنسين، "انتهاكاً صارخاً للأخلاق الحميدة"، فإن الحديث عن هذا الموضوع بين الجماعات التي من نفس الجنس، أو ممارسة كافة فنون الجنس بين الرجل وزوجته، "لا تخضع على الإطلاق لأي حرج أو تقيد".
ويُخصص الدكتور لافين ثلاثة فصول كاملة للحديث عن "تأثير الشخصية البدوية على العقـل العربي"، ومدى ما أورثـته له من صلابة روح الجماعة، ومن قيم هامة كالكرم والشجاعة والشهامة والشرف واحترام الذات.
ويعالج لافين موضوع العواطف عند العرب مشيراً إلى "تطرفها وحـدتها وصعوبة التحكم فيها" ويذهب المؤلف إلى حدّ القول بأن الكراهية "متأصلة عند العرب لدرجة أن من السهولة بمكان أن ينفلت عيارها". ومرة أخرى يلجأ لافين إلى ربط ذلك بفكرته الأساسية عن "عدم وضوح الخطوط الفاصلة بن الأفكار والأفعال في العقل العربي"
وينتقل المؤلف إلى موضع الفن والأدب والموسيقى عند العرب مشدداً على أهمية "التكرار والإغراق في التفاصيل"، وموحياً بأن فرص التجديد والابتكار في هذه الفنون "محدودة للغاية"، بسبب الأنماط السائدة حالياً. ويـُتـبع المـؤلف ذلك بفصل كامل عن "الازدواج اللغـوي عند بعض العرب" (يقصد إجادة لغة أوروبية أو أكثر إلى جانب اللغة العربية) زاعماً أن مثل هؤلاء العرب "يعيشون على هامش المجتمع العربي الكبير، وأنهم يعانون من ازدواجية ثقافية تؤدي، ضمن ما تؤدي إليه، إلى الانفصام الثقافي بين النخبة والجماهير الشعبية، بل حتى إلى انفصام الشخصية العربية".
ويتطرق المؤلف بعد ذلك إلى الحديث عن دور الإسلام كعـنـصر رئيسي في تكوين الشخصية العربية مُظهراً أهميته الكبرى، ومردداً الآراء التقليدية عن :تواكل العرب وقـدريـتهم"، وعدم قدرتهم على تغيير ما بأنفسهم "لئلا يتعارض ذلك التغيير مع ما يريده الله". [كذا !!].
ويقرر الدكتور لافين في هذا الصدد أن "العقل العربي، المحكوم بالإسلام وبالعيش على أمجاد الماضي الغابر، قد اتجه إلى المحافظة أكثر من الابتكار بنفس القدر الذي اتجه فيه إلى الاستمرارية أكثر من المبادرة".
ولا يكاد فصل من فصول الكتاب يخلو من التعريض بالعرب والمسلمين بل إن الفصل الذي يستعرض فيه المؤلف مرحلة نشوء الإسلام في الجزيرة العربية يجعل ذنب النبي محمد() مضاعفاً؛ فقد "وُلد عربياً وجاء بالإسلام". وأكثر من ذلك فقد دَشـَّن- على حدّ تعبير المؤلف - "العداء بين العرب واليهود"، عندما جابه اليهود بالقوة المسلحة.
ولا ينسى جون لافين (الذي يبدو في المنحى العام الذي ينحوه صهيونياً بقدر ما يبدو استعمارياً غربياً) أن يسحب المسألة على الوضع الحاضر، فيعتبر الصراع العربي- الإسرائيلي الراهن امتداداً لصراع قديم دَشــنه محمد() في بدء الدعوة الإسلامية، وليست مواجهة ذات أسباب تتعلق باحتلال الصهاينة لفلسطين وطرد الفلسطينيين من وطنهم بقوة السلاح.
وينتقل المؤلف خطوة أخرى ليدرس ما يسميه بـ"خصائص العقل العربي". ما هي خصائص هذا العقل الذي "حَيـَّر علماء الأجناس البشرية؟".
الطريف أن الدكتور جون لافين (الأستاذ الجامعي- البحاثة- العلامة- المفكر- الفيلسوف) يعزو خصائص هذا العقل إلى أسباب لغوية تتصل باللغة العربية، ذلك أن الهدف الرئيسي لحملته هو العرب. ومع ذلك فالمثال اللغوي الذي يسوقه لتصوير جانب من السجايا السلبية لما يسميه بـ"العقل العربي" لا يكشف عن جهل فاضح باللغة العربية يجعلنا نتساءل عن المدى الذي انحطت إليه بعض الدراسات الفكرية الموجهة للقارئ العام في "العالم الحر"، وإنما ينطوي على احتقار للعقـل لا مثيل له في الفكر الحديث.
يقول لافين: "تستطيع أن تقول هذا الكتاب ممتع أو مثير للاهتمام بأية لغة أوروبية. إلا أنك لا تستطيع أن تعبَّر عن هذه الفكرة البسيطة باللغة العربية. فحتى الاهتمام أو حُبّ الاستطلاع بصيغه المتقدمة، لا يمكن صياغته باللغة العربية".
وهكذا تصبح اللغة العربية التي يعتبرها أشدّ المتحاملين على الحضارة العربية تعصباً ومخاتلة، الحافظة الأمينة للتراث الفكري والعلمي لدى الإغريق، جهازاً عاطلاً ومُعطلاً، فارغاً ومُفرغاً، مستنفذاً (بكسر الفاء) ومستنفذاً (بفتح الفاء).
ويتناول المؤلف بعد ذلك موضوع "ركود الحضارة العربية" وخاصة خلال فترة الحكم العثماني، ثم الاحتكاك بالحضارة الأوروبية ابتداء من نابليون وخضوع الدول العربية للاستعمار الأوروبي "مما نـبـَّههم إلى مدى تخلفهم وإلى تقدم الغرب"… وكان من نتيجة ذلك (الخضوع للاستعمار الأوروبي) الدعوة إلى "استفاقة العقل العربي من سباته العميق، واحتلال مكانة مرموقة إلى جانب الغرب الذي نظر إليه معظم العرب على أنه مصدر الداء وسبب تخلفهم وركودهم لعشرات السنين". وتتويجاً لهذه الدعوة "ظهرت الحركة القومية التي نجحت، في وقت لاحق، في تحرير معظم الدول العربية".
ومع ذلك، فقد ظلت القومية العربية - في رأي الدكتور لاثين - "مُصطبغة بالكراهية العميقة للغـرب". فعلى الرغم من أن بعض مظاهر التقدم الحديثة كالتعليم والتكنولوجيا قد انتشرت في الدول العربية عن طريق احتكاكها بالغرب، "فإن العقل العربي لا يستطيع أن ينسى أن الغرب كان الجنِّي الشرير والعدو المكروه الذي لا بدّ من لومه على كل الأزمات والمشاكل التي يعاني منها العرب".
ويزعم الدكتور لافين أن احتكاك الشـعوب العربيـة بالغرب "أدى إلى نمو عقدة الشعور بالنقص Inferiority Complex أدت بدورها إلى مزيد من الصعوبة في التخلص من قيود التخلف السابق" [كذا !!]. وقد زاد من صعوبة الموقف أن العرب استمروا يحكمون على إنجازاتهم بمعايير الغرب وتقدمه، مما أدى إلى مزيد من الإحباط والشعور بالألم لديهم وأبـعـدهم عن الاعتماد على مواردهم الخاصة.
إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذا النموذج من التفكير لدى واحد من أبرز مثقفي الغرب دليل على الجهل أو التجاهل!
لقد حاول الدكتور جون لافين (وحقق نجاحاً باهراً) في بثّ الوقيعة بين العرب والغرب مُوحياً للأولين بأنه "يتعاطف" معهم، وأنه يريدهم أن "يعتمدوا على أنفسهم، وعلى تقويمهم لأنفسهم وفقاً لمعاييرهم الخاصة"، وموحياً للآخرين بأنه "يفهم جيداً لماذا يكرههم العرب الحاقدون على تقدمهم العلمي والفني والتكنولوجي…، وازدهارهم الاجتماعي و الاقتصادي".
وبعــد؛
إن قراءة هذا الكتاب واجبٌ على كل مثقف عربي، ذلك أنه نموذج للكتب التي تحتوي على قدر كبير من المعلومات الصحيحة في تفاصيلها الصغيرة، وفي الوقت نفسه فإنها مُغرضة في مدلول رسالتها العامة.
إن كتباً من هذا النوع تصدر في إحدى أبرز عواصم الثقافة في "العالم الحر"، وتطبع عدة طبعات، تجعلنا نترحم على المفكرين من أمثال إرنست رينان Ernest Renan الذين صنـَّـفوا الجنس البشري إلى "سامي لا يُحسن التجريد" و"آري يمتلك القدرة على التجريد"، و على شطب الآخرين من سجل الحضارة الإنسانية!! وأعتقد بأن هذا النوع من الكتب بالذات هو الذي علينا مواجهة الكثير منه في المستقبل القريب.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

whats new with the world againsit arabs.