الجمعة، يناير 05، 2007

بوش فضّل النوم على متابعة اعدام صدام



بوش فضّل النوم على متابعة اعدام صدام

يبدو أن الرئيس الأميركي جورج بوش أراد أن يظهر أمام العالم وكأنه لا يعرف متى تم إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ،وأن الولايات المتحدة لا علاقة لها بإعدامه.

فحسب ما ذكره تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية فإن بوش كان على علم ظهر الجمعة الماضية بتوقيت إعدام صدام حسين ثم خلد إلى النوم قبيل تنفيذ الحكم حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت واشنطن بعد أن أعطى تعليمات بعدم إيقاظه.

وحسب التقرير فقد فضّل بوش الخلود للنوم وعدم الظهور أمام وسائل الإعلام لعدة أسباب أهمها ضعف التأييد للحرب الأمريكية في بغداد ، والخوف من أن يعتقد البعض أن إعدام صدام هو نقمة أميركية بحتة.

هذا وكان بوش قد جهز بيانا تم نشره عقب إعدام صدام ، قال فيه :" أن إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين خطوة مهمة على طريق الديمقراطية في العراق معترفا في الوقت نفسه أن ذلك لن يوقف مسلسل العنف في العراق".وأضاف من مزرعته في كروفورد بولاية تكساس " إن إعدام صدام حسين يشكل نهاية سنة صعبة للشعب العراقي وللقوات الأميركية".

ولم يبد بوش أو أي من أعضاء إدارته أي شفقة على مصير صدام حسين كما لم يعربوا عن أي شكوك إزاء عقوبة الإعدام التي انتقدها العديد من الحكومات الأوروبية والمنظمات الحقوقية الدولية.

وحاولت الإدارة الأميركية حتى موعد تنفيذ عملية الإعدام إعطاء انطباع بأن لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بالأحداث المحيطة بمحاكمة صدام، فيما أكد مراقبون أن الحكومة الأميركية هي التي مولت المحكمة ودربت القضاة وساعدت على صياغة الاتهامات ضد الرئيس المخلوع.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن صدام يتحمل مسؤولية مقتل ما بين 500 ألف ومليون شخص، مضيفا أن موته تحذير لأي ديكتاتور آخر من أنه يمكن أن يتحمل مسؤولية تصرفاته.

جدير أن نذكر أن شعبية بوش التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها بعد اعتقال صدام في ديسمبر/كانون الأول 2003، تدنت الآن إلى أدنى مستوياتها.

ومن ناحية ثانية قالت متحدثة باسم ابنتي الرئيس العراقي السابق صدام حسين رغد ورنا يوم إنهما تابعتا اللحظات الأخيرة في حياة والدهما عبر التلفزيون وكانتا فخورتين بوالدهما وهو يواجه تنفيذ حكم الإعدام وهو ثابت الجأش. وقالت رشا عودة التي كانت تتابع مع رغد ورنا التغطية التلفزيونية أنهما عندما شاهدتا حبل المشنقة وهو يلف حول رقبة صدام شعرتا بالفخر وهما تتابعان والدهما وهو يواجه تنفيذ حكم الإعدام بشجاعة وثبات.

وتابعت لرويترز في حديث هاتفي من الأردن حيث تقيم ابنتا صدام في المنفى أنهما ستتوجهان بالدعاء لوالدهما لكي يرقد في سلام مضيفة أن الهدوء بدا عليهما وواجهتا إعدام والدهما بشجاعة وإيمان. وكانت رغد التي تبلغ من العمر 38 عاما ورنا التي تبلغ من العمر 34 عاما في المنزل مع أبنائهما عندما سمعتا بخبر إعدام صدام في التلفزيون.

وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين "قارئا نهما ومتمتعا بحس النكتة" خلال اعتقاله، حسب ما اعلن السرجنت الاميركي روبرت ايليس الذي كان ممرضه من كانون الثاني/يناير الى اب/اغسطس 2004.وقال ايليس المتقاعد حاليا خلال مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "سي ان ان"، ان صدام "كان قارئا نهما" وكان يقرأ القرآن خصوصا.واضاف "كان يمضي القسم الاكبر من وقته في القراءة والصلاة" وكان يحب الكتابة.

واوضح ان صدام حسين "دون الكثير من القصص" مضيفا "كان يكتب يوميا على دفتر كان بحوزته".واضاف "كان يقرأ علي من وقت لاخر ما يكتبه عندما ازوره".واشار الى ان الرئيس العراقي السابق الذي كان "يتحدث بشكل كبير خصوصا عن زوجته واولاده" كان ايضا "مرحا في بعض الاحيان ويطلق النكات وكان يملك حس النكة".

وقال ايليس ايضا ان صدام لم يظهر له اية عدائية ولكنه في احدى المرات سأله لماذا اجتاحت الولايات المتحدة العراق عام 2003. واضاف "في احد الايام، سألني لماذا الاجتياح... واكد ان كل ما فعله كان من اجل العراق. قال ان القوانين في العراق كانت عادلة وان مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة لم يعثروا على شيء".

واوضح ايليس ايضا انه "عندما كان يسمح لصدام حسين بالخروج في نزهة كان يرمي الخبز الذي يحتفظ به للعصافير وكان يقول لي انه كان مزارعا في شبابه وهو لا ينسى ابدا من اين اتى".

واضاف ان صدام بدأ في فترة ما اضرابا عن الطعام عندما بدأ حراسه يقدمون له الطعام من فتحة في الباب وانهى اضرابه عندما عادوا ليقدموا له الطعام في زنزانته. واشار الى ان صدام "كان يرفض ان يقدم له الطعام كاسد في قفص".

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل فارق صدام الحياة أسداً

ليست هناك تعليقات: